لله ثم للتاريخ، هذا ما أحدثه الحوثيون في اليمن(22)
بقلم الدكتور صادق بن محمد البيضاني
الحلقة الثانية والعشرون: الحوثي وإيران، التابع الخائن الذي باع وطنه لإيران
ما أقبح أن ترى من باع وطنه بثمن الخيانة، وجعل من نفسه خادما مطيعا لمشروع خارجي يطعن الأمة من الظهر، ويتلطف في وجه العدو!
وما أشنع أن تتحول الجماعة التي خرجت بادعاء السيادة والاستقلال إلى تابع ذليل لإيران، تصفق لطهران، وتقتل صنعاء!
إنها الخيانة: من الزيدية إلى الخمينية، المسخ الذي لم يعد يشبه اليمن، فلم يعد الحوثي على نهج زيد بن علي، ولا على منهج أهل اليمن، بل صار نسخة مستنسخة من الولي الفقيه الإيراني.
نسخت العقيدة، وقلبت الهوية، وزرعت الخرافة، وألبس اليمن ثوبا لا يشبهه!
كان اليمن بلد الحكمة والإيمان، فأصبح مسرحا للجنائز الفارسية، والعزاءات الخرافية، والتطبير والنواح واللطم باسم كربلاء وفاطمة، والمهدي المنتظر!
أين القرآن؟ اين دين النبي؟ أين سنة محمد صلى الله عليه وسلم؟ لقد أخفي كل ذلك تحت ستار الملازم ذات المنهج الخميني والصرخة والعلم الإيراني!
لسنا في مقام الاتهام، بل في مقام الحقيقة والوصف، فالحوثي نفسه يعترف كما اعترف نعيم قاسم وقبله الهالك حسن نصر الله: (نحن في خندق واحد مع الجمهورية الإسلامية الإيرانية، خامنئي هو قائدنا الأعلى).
بل وزعت في صنعاء كتب تحت عناوين: الولاية بين فكر الشهيد القائد وفكر الإمام الخميني!
فأي عار أعظم من هذا؟!
إن إيران لا تحب اليمن، ولا يهمها إن مات أهله أو عاشوا، لكنها وجدت في الحوثي أداة مجانية تنفذ بها مشروعها في خاصرة الجزيرة العربية.
كل طائرة مسيرة تطلق من صنعاء هي رسالة من طهران!
وكل صاروخ يسقط على مأرب هو خطوة لخدمة نفوذ الولي الفقيه!
وكل عرس ينزف فيه أطفال اليمن هو مهر يدفعه الحوثي من مال الشعب للسيد الإيراني!
ويا للعار، ويا للخسارة أن يباد وطننا بأيدينا لصالح أعداء ديننا ووطننا، ونحن من ندفع الفواتير.
خامنئي في عقيدة الحوثيين ليس مجرد زعيم سياسي، بل هو ولي مفترض الطاعة، وربما تصرف له أحكام العصمة دون تصريح، وتمنح له الطاعة المطلقة، كأنه فوق محمد صلى الله عليه وسلم نفسه!
وقد قال كبيرهم في خطبة شهيرة: (من أطاع السيد القائد، فقد أطاع الله، ومن خالفه فقد خالف الله)!
فأين ذهب ديننا؟ أين قول الله: (وأطيعوا الله وأطيعوا الرسول)؟
كيف يعطى رجل في طهران منزلة من العصمة والقيادة على المسلمين جميعا، وهو لا يفقه من ديننا إلا الطعن فيه؟!
انظروا إلى وسائل إعلام الحوثي: تمجيد مستمر لخامنئي وسليماني!
ومهاجمة دائمة للسعودية واليمنيين علماء وابطالا!
وصمت مطبق تجاه جرائم إيران في سوريا والعراق ولبنان!
وترويج خبيث لخرافات الإمامة والمهدي الشيعي المنتظر والرجعة والولاية والنيابة العامة!
إنه غسيل أدمغة شامل، يبدأ من المدرسة، ويبث من المنبر، ويطبع في الكتيب والمناهج، ويلقن للطفل، حتى لا يرى اليمني وطنه إلا عبر عيون إيران!
ينهبون أموال الشعب باسم المجهود الحربي.
وتفرض الجبايات والضرائب تحت التهديد.
ثم تحوّل الأموال إلى صفقات سلاح إيراني، وتستخدم في تمويل الحروب المقدسة الإيرانية على أرض اليمن!
فمن يدفع الثمن؟
نحن الشعب، دماؤنا، لقمة أطفالنا، مستقبل وطننا!
قالوا إنهم يقاتلون لأجل فلسطين، فرفعوا شعار القدس، لكنهم يقتلون الشعب.
فأي خيانة هذه؟
أي دفاع عن الأقصى يبدأ بذبح أهل اليمن؟!
وأي شرفٍ في أن تكون جنديا مأجورًدا تحت عمامة الخميني؟
أي كرامة في أن ترفع راية الحسين وتقتل بها الحسن؟
أي دين هذا الذي يبنى على الكذب، ويطاع فيه الخامنئي، ويقصى فيه محمد صلى الله عليه وسلم؟
ما يفعله الحوثي ليس جهادا، ولا سيادة، بل هو ارتهان مخجل لإيران، وخيانة سافرة لكل ذرة من تراب هذا الوطن.
ولن تعود لليمن عزته حتى تقطع كل يد مدتها طهران، ويدفن مشروع الولي الفقيه في صعدة، وتطهر اليمن من هذا الاستعمار الطائفي العقائدي الخبيث.
والله من وراء القصد.