السبت 17 شعبان 1446 هـ || الموافق 15 فبراير 2025 م


قائمة الأقسام   ||    مختصر المنتقى من الفتاوى وزياداته    ||    عدد المشاهدات: 5346

هل لأخت الزوج أن تهجر زوجة أخيها بسبب المشاكل العائلية؟

بقلم الدكتور: صادق بن محمد البيضاني 


س 267: هل صديقتي آثمة بمقاطعتها .. لأن صديقتي تقول: إنها لا تستطيع أن تنظر إليها من شدة الكره وما لحق بهم بسببها؟ وفي نفس الوقت صديقتي من النوع الذي يتعب كثيرًا إذا كتمت غيظها وإحساسها لدرجة أنها ممكن أن تمرض فهي لا تستطيع مجاملتها؟ فماذا تفعل حتى ترضي ربها؟


ج 267: أما الهجر بسبب هذه المشكلة العائلية فلا يجوز لها أن تهجرها ولكن لا بأس بهجرها عن المجالس لكن إذا لقيتها فعليها أن تظهر لها العفو لما سبق بيانه في السؤال السابق، وقد كان من هدي النبي عليه الصلاة والسلام إذا أساءه فعل الرجل وكثر منه السوء أظهر الحزن منه فإذا رآه تبسم في وجه مع أن باطنه خلاف ذلك.

ففي الصحيحين من حديث عائشة: أن رجلا استأذن على النبي صلى الله عليه وسلم فلما رآه قال بئس أخو العشيرة أو بئس ابن العشيرة فلما جلس تطلق النبي صلى الله عليه وسلم في وجهه وانبسط إليه فلما انطلق الرجل قالت له عائشة: يا رسول الله حين رأيت الرجل قلت له كذا وكذا ثم تطلقت في وجهه وانبسطت إليه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "يا عائشة متى عهدتني فحاشًا إن شر الناس عند الله منزلة يوم القيامة من تركه الناس اتقاء شره"(1).

وكذا الهجر فوق ثلاث لا يجوز إلا في حق العاصي الذي عظمت معصيته فيما يبدو للناس كما فعل ذلك مع كعب بن مالك فقد هجره خمسين ليلة كما في الصحيحين أما والمسألة دون ذلك كما هو الحال في السؤال فلا يجوز الهجر فوق ثلاث لحديث أبي أيوب الأنصاري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "لا يحل لرجل أن يهجر أخاه فوق ثلاث ليال يلتقيان فيعرض هذا ويعرض هذا و خيرهما الذي يبدأ بالسلام"(2). والحديث متفق عليه.

كما ينبغي للشخص ألا يستسلم لهوى نفسيته بل يلزمه أن يخضع للشرع وأن يقدم الدين على هواه وأن يصبر على طاعة الله فهو خير له.

فليس الصفح والبشاشة في وجه الخصم من المجاملة بل من الدين فإن نبينا عليه الصلاة والسلام يقول: "لا تحقرن من المعروف شيئا ولو أن تلقى أخاك بوجه طلق"(3). أخرجه مسلم من حديث أبي ذر.

فصديقتك مخيرة بين الصفح أو رد الإساءة بمثلها من غير زيادة والصفح خير أما الهجر فعلى ما بيناه آنفًا؛ وبالله التوفيق.
______
(1) أخرجه البخاري في صحيحه [كتاب الأدب، باب لم يكن النبي صلى الله عليه و سلم فاحشا ولا متفحشا (5/2244 رقم 5685)]، ومسلم في صحيحه [كتاب البر والصلة والآداب، باب مداراة من يتقي فحشه (4/2002 رقم 2591)] كلاهما من حديث أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها.
(2) أخرجه البخاري في صحيحه [كتاب الأدب، باب الهجرة (5/256 رقم 5727)، ومسلم في صحيحه [كتاب البر والصلة والآداب، باب تحريم الهجر فوق ثلاث بلا عذر شرعي (4/1984 رقم 2560)] كلاهما من حديث أبي أيوب الأنصاري. 
(3) أخرجه مسلم في صحيحه [كتاب البر والصلة والآداب، باب استحباب طلاقة الوجه عند اللقاء (4/2026 رقم 2626)] من حديث أبي ذر.




اقرأ أيضا



للتواصل معنا

فايس واتساب تويتر تلغرام