ماهي أدلة الحنابلة في استحباب تقديم الركبتين على اليدين عند السجود في الصلاة؟
بقلم الدكتور: صادق بن محمد البيضاني
س 417: ما هي أدلة الحنابلة في النزول باليدين بعد الركبتين؟
ج 417: ينبغي أن يكون السؤال أسهل من هذا التعبير فهو واضح للبعض إلا أن البعض قد لا يفهمه جيدًا فيقال: ما هي أدلة الحنابلة في استحباب تقديم الركبتين على اليدين عند السجود في الصلاة؟
والجواب: حجتهم ما أخرجه الأربعة والدارمي والطحاوي والحاكم والدارقطني من حديث وائل بن حجر - رضي الله عنه - قال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا سجد يضع ركبتيه قبل يديه وإذا نهض رفع يديه قبل ركبتيه(1).
وهو حديث منكر ضعيف وله طرق عدة لا تنتهض للاستدلال، بل وخالف جملة من الأحاديث الصحيحة منها:
الأول: ما أخرجه أبو داود والنسائي من حديث أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إذا سجد أحدكم فلا يبرك كما يبرك البعير وليضع يديه قبل ركبتيه"(2)، وإسناده: حسن.
الثاني: ما أخرجه الحاكم وصححه والدارقطني والطحاوي وغيرهم من حديث ابن عمر - رضي الله عنهما - أنه كان يضع يديه قبل ركبتيه وقال: كان النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم يفعل ذلك(3). وهذا حديث صحيح.
فحديث وائل هو حجة الحنابلة وفيه شيء من القلب رغم ضعفه، بل مخالف لواقع ما صح عن النبي عليه الصلاة والسلام كما سبق.
وبعضهم ادعى أن القلب في حديث أبي هريرة وابن عمر - رضي الله عنهما - وهذا غير صحيح من جهتين:
الأولى: أن البعير إذا برك تقع ركبتاه اللتان في يديه قبل أي شيء آخر وهذا فيه موافقة تامة لحديث أبي هريرة وابن عمر وهذا يقتضي أنه لا يقدم ركبتيه اللتين في رجليه بل يقدم يديه.
الثانية: قوة حديثهما على حديث وائل.
فتبين بهذا القول الصحيح المعتبر.
وبعض الحنابلة جمع بين الدليلين فقال: إذا كان المصلي شابًا قدم ركبتيه وإذا عجز وكبر قدم يديه وهذا بعيد جدًا لأنه لا يجمع بين دليلين أحدهما ضعيف.
والصحيح وجوب تقديم اليدين على الركبتين عند السجود؛ وبالله التوفيق.
ــــــــــــــــــــــــــــ
([1]) أخرجه أبوداود في سننه [كتاب الصلاة، باب كيف يضع ركبتيه قبل يديه؟ (1/282 رقم 838)] من حديث وائل بن حجر.
([2]) أخرجه أبوداود في سننه [كتاب الصلاة، باب كيف يضع ركبتيه قبل يديه ؟ (1/283 رقم 840)] من حديث أبي هريرة.
([3]) أخرجه الحاكم في مستدركه [كتاب الإمامة وصلاة الجماعة، باب التأمين (1/348 رقم 821)] من حديث ابن عمر.