الاستبداد الديني " عبارة يهودية نصرانية"
( ضمن سلسلة مفاهيم يجب أن تصحح )
الحلقة (4).
بقلم الدكتور : صادق بن محمد البيضاني
لما قامت الثورة الأوربية ضد الطغيان الكنسي، كانت حجتها أن الدين النصراني المحرف والكنيسة وأتباع الكنيسة أقوام مستبدون للسلطة والشعب، فاتهموا الدين بقولهم "الاستبداد الديني".
وظلت هذه العبارة دندنة الصهاينة والنصارى وغيرهم من الأعداء بغرض اسقاط حاكمية كل الأديان بما في ذلك الدين الاسلامي، ومع مرور الزمن دخلت هذه العبارة بلاد المسلمين حتى صار الناس يتناقلونها دون أن يعوا معناها وخطرها.
بل دخلت في أوساط بعض الشخصيات المثقفة الغيورة على دينها، وصارت تستخدم هذه العبارة في غير موضعها بنية حسنة، فتطلق الاستبداد الديني على كل من خالفها في الفكر والمنهج، وهذا خطأ محض.
والصواب وصف الاستبداد للشخص أو الفكر أو المنهج لا للدين الذي هو شرع رب العالمين والذي لا استبداد فيه، فيقول مثلاً : الاستبداد المنهجي ، أو الاستبداد الفكري أو الشخص المستبد أو السلطة المستبدة أو الحكم الاستبدادي ونحوها من العبارات التي لا تمس ديننا الاسلامي المطهر بطعن، أما عبارة الاستبداد الديني فهي طعن في الدين وتهمة له، وتقليد لليهود والنصارى في محاربتهم لدين الله.
فالدين مبرأ من الاستبداد، ولا يحل وصفه بذلك.
وقد تزعم بعض السياسيين والعلمانيين واللبراليين في عصرنا الحاضر في بلاد المسلمين حملة ضد الدين المطهر تحت عنوان " الاستبداد الديني" وتارة باسم " التطرف الديني الاستبدادي"، وكلها حرب ضروس ضد حاكمية الكتاب والسنة، و " إِنَّ رَبَّكَ لَبِالْمِرْصَادِ" ، " وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنْقَلَبٍ يَنْقَلِبُونَ".
وهل هناك استبداد اليوم كاستبداد الصهاينة والأعداء وأذنابهم من علمانيين وليبراليين وماديين في البلاد العربية والاسلامية بل في بلاد العالم أجمع؟!!!
لذا لزم التنبيه وتصحيح هذا المفهوم الذي فيه " الجمر تحت الرماد" دفعاً لضرر هذه العبارة عن الفكر والمجتمع الاسلامي الواحد وبالأخص حتى لا تغزو الطبقة المثقفة التي يُرجى فيها الخير للأمة والأوطان والشعوب العربية والاسلامية.
وفق الله الجميع لطاعته وألهمهم رشدهم.