حاجة اليمن إلى مخلصين اوفياء ليوقفوا حمام الدم
(ضمن سلسلة مقالات متنوعة)
الحلقة (3)
بقلم الدكتور : صادق بن محمد البيضاني
ما احوج اليمن اليوم إلى المخلصين الأوفياء الذين يشعرون بخطر ما هم عليه، ويدركون الخطر القادم، فيضعون الدواء على الجرح.
الوطن لكل يمني وليس لحزب أو جماعة أو طائفة بل هو وطن الجميع.
الأحزاب لم تجمع اليمنيين بل فرقتهم شذر مذر.
دعونا من قاعدة التحزب التي تقول ( إن لم تكن معي فانت ضدي ).
ما رأينا خيرا منذ ان ظهر قانون التعددية الحزبية باليمن سوى التناحر والتفرقة وسفك الدماء واستغلال ميزانية الشعب والدولة وتقاتل الاحزاب وتناحرها لاجل الكرسي الذي جعلوه قبلة لهم وفي سبيله ضيعوا احكام الله وحللوا لانفسهم و لاتباعهم بعض ما حرم الله.
كانوا بالأمس القريب يرون امورا لا يحل فعلها واليوم قالوا مباحة وكأن الوحي يتنزل عليهم.
نحن يمنيون، ومهما اختلفنا في قضايا ومسائل يسع فيها الخلاف فإنه يلزمنا أن نضع في الاعتبار ان من نختلف معه يمني مثلنا له حق أخوة الدين والارض كأقل حق، وفي الحديث ( المسلم أخو المسلم).
فليكن الحوار والتناصح والتعاضد سبيلنا وإن لم نتفق في كل شئ، فالدين يجمعنا واليمن يضمنا.
دعونا من التشرذم والتزمت الحزبي وفهم الكلام على أسوأ المحامل.
دعونا ممن يقول حدد موقفك مع من انت من الأحزاب حتى نخاطبك على قدر توجهك الحزبي.
انا يمني ابن يمني، وارض هي اليمن، وانا وانت إخوة في الدين، وابناء وطن واحد.
والله با إخواني لو بقينا نتهاتر ونتقاتل بسبب تفرقنا وتحزبنا لما وصلنا إلى حل مرضي.
الديمقراطية والحزبية وشعارات الحريات كلها دمار للشعوب وكذب وزيف على هذا النشئ المسكين الذي لا بد وان يتربى تربية اسلامية صحيحة بعيدا عن الانتماءات التي تجمد عقله وتجعله رهينا لها.
كل واحد منا من الأن يصلح نفسه ويسعى لنصيحة الآخرين حوله باللين والحكمة والرحمة والشفقة والعطف، فإذا اجتمعنا كلنا على كتاب الله وسنة رسوله عليه الصلاة والسلام وإن اختلفنا في مسائل فحينها أبشروا بالخير وأبشروا بحب اليمني لأخيه وعطفه عليه.
يا إخوني دعوا التكتلات والطائفيات والعنصريات وكونوا يدا واحدة يكن الله معكم.
احذر يا ابن اليمن ان تكون فردا مقيدا لأي حزب سواء في فكرك أو ما تتكلم به أو ما تكتبه.
كن يمنيا مستقلا تماما غير خاضع لاحد سوى دينك القائم على كتاب الله وسنة رسوله عليه الصلاة والسلام.
لا تكن تابعا لفرد، لا لشيخ او لا لحزب أو لا لمنهج سوى دين الله الذي لاجله خلقك الله.
عش حياتك واستفد منها وتعلم كل شئ يعود عليك بالنفع وعلى اسرتك ومجتمعك ووطنك.
واحذر تغتر بالشعارات الزائفة والهتافات التي تستغلك لتكون أداة لحزب أو جماعة أو عميلا للخارج.
حافظ على دينك ودولتك وارضك، فالولاء لله ثم للوطن.
احذر من الانتماءات التي ستجعلك يوما من الدهر عبدا مملوكا مكبلا لمن تنتمي لهم.
من الآن كن فلانا رافع الرأس منصوب الجبين...
البداية ربما صعبة لأنك تعودت على الانتمائية الحزبية وربما انك لست حزبيا لكنك تاثرت بمن حولك الا ان الخاتمة بعد استقلالية الفكر عن التحزب ستكون مشرفة لأن هذي هي طريقة الأنبياء والمرسلين الذين دعوا إلى التوحيد وجمع الكلمة ونبذ التحزب والتفرقة التي لا يقبلها عقل أو شرع.
إن ما يجري اليوم في اليمن من الحروب ينذر بخطر محدق، فهي حرب بالوكالة ومؤامرة داخلية وخارجية جلبها بعض قادة اليمن تحت وصاية امريكية وإيرانية شرقية وغربية بحجج واهية، وكل طرف له راية ومصلحة، والضحية الوطن والشعب.
ولا حل لهذه القضية بعد الله سوى اجتماع الاطراف الحزبية المتناحرة لوقف سفك الدماء اولا مقدمين مصلحة الشعب والوطن على مصالحهم الشخصية بعيدا عن لغة العنف والعمالة الخارجية وبعيدا عن استعمال الدواعش وتنظيم القاعدة كفئات مستأجرة تسفك الدماء وتخلخل أمن الشعب والوطن لأغراض سياسية خبيثة، وبعيدا عن تدخل الخارج في مشاكلكم الداخلية.
انظروا بعين الاعتبار مع من تحاوروا، ومن هو المؤثر من اهل التجارب والسياسة في الداخل ونادوا للتصالح واتفقوا على بنود تكفل لوطنكم وشعبكم الأمن والاستقرار بعيدا عن الحروب والفتن، وحينها لن تبقى المليشيات التي جلبها من أراد الانتقام لنفسه، ولن يبقى أي تدخل خارجي في وطنكم لأنكم حينها قد عرفتم مربط "الفرس" فاطفؤوا نار الفتنة رحمكم الله، وأوقفوا حمام الدم.
احذروا كل الحذر من تدخل غير أصحاب الوطن
فوالله لن تنفعكم أمريكا ولا إيران، ولا العمالة الخارجية للشرق والغرب ﻻنهم لا يريدون الخير للعرب والمسلمين خوفا من أن يستيقظ المسلمون ويعيدوا تاريخهم التليد.
إن أعداء الله تريد يمنا مشتتا مفرقا تعيسا غير سعيد، لا تقوم له قائمة، فعوا واقعكم وانتبهوا للأخطار حولكم، والله يرعاكم.
(ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم قل إن هدى الله هو الهدى )
أمي اليمن ياغايتي وألتماسي يا أغلى من الدولار وملك قارون
يا مصدر الهامي ويا عذب كاسي حكمة يمانية وإيمان مصيون
أنا يماني لا تقولوا سياسي من إب لاصعده وشبوه وسيئون
والله من وراء القصد