قصتي مع يهودي من صعدة
(ضمن سلسلة مقالات متنوعة)
الحلقة (10)
بقلم الدكتور : صادق بن محمد البيضاني
يؤخذ من القصص الواقعية العبرة والاتعاظ، ولأجل ذلك سأكتب لكم قصة حصلت معي شخصيا.
في عام 1992م كنت خارجا من قرية دماج وانتظرت على الطريق لأركب سيارة إلى مدينة صعدة، فأقبلت سيارة شاص (بي كب) قادمة من قرية صحوة فأوقفتها وطلعت على متنها في الخلف ووجدت على متنها مجموعة من الناس ومعهم شاب من اليهود، واغلب من على السيارة يركضونه بأرجلهم ويسبونه وهو يصيح منهم، فأنكرت عليهم وقلت لا يجوز هذا الفعل ولا يليق بكم كمسلمين، فقالوا هو يهودي، فقلت يهودي او مسلم عاملوه بالأخلاق كما كان يتعامل رسولنا الكريم ذو الخلق النبيل مع المسلمين وغيرهم، حتى يشعر بسماحة الدين وتحببوه الى نفوسكم، فاحرجوا وتوقفوا عن صنيعهم، فالتفت الي اليهودي وقال أشهد لله انه لا يوجد مسلم على وجه الارض مثلك، فقلت له لا تبالغ بهذا الاسلوب، فقال لي : كل يوم يؤذيني كلما رأوني ويسبوني ويقولون عني يهودي ابو زنارة، وليس فيهم رحيم او مشفق، فقلت هي أخطاء، وخطأ الشخص يتحمله وحده" فقال هم كلهم، فقلت كل واحد يمثل نفسه، ولا يمثل الاسلام.
فسألته عن اسمه فقال اسمه مطرود ثم قال لو معهم عقول المفروض يفكرون أنى ممكن اسافر يوما من الايام الى القدس وانتقم من اهل اورشليم المسلمين بسبب أخلاق هؤلاء.
انتهت القصة بوصولنا صعدة ولم نكمل الكلام.
والشاهد من القصة أنك أيها القارئ الكريم سفير عن الاسلام فحسن خلقك مع كل البشر المسلمين وغير المسلمين، وكن كما كان رسول الله عليه الصلاة والسلام مع الناس اجمعين والذي يقول:
"إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق" أخرجه أحمد والبزار واللفظ له
وقال عليه الصلاة والسلام: "إن الرجل ليدرك بحسن خلقه درجة الصائم القائم" أخرجه أحمد.
وقال عليه الصلاة والسلام: "أكثر ما يدخل الناس الجنة، تقوى اللّه وحسن الخلق" أخرجه الترمذي والحاكم.
وقال عليه الصلاة والسلام: "إن أقربكم مني مجلساً يوم القيامة أحسنكم أخلاقاً " أخرجه أحمد والترمذي وابن حبان
قال أحمد شوقي:
وإنما الأمم الأخلاق ما بقيت فإن هم ذهبت أخلاقهم ذهبوا.
وقيل في الأخلاق:
صلاحُ أمرِكَ للأخلاقِ مرجـــــــعُه فقوِّم النفسَ بالأخــــــلاقِ تَسْتَقِمِ
والنفسُ من خيرِها في خيرِ عافيةٍ والنفسُ من شَرِّها في مرتع وخمِ