السياسة ومجالس القات باليمن
(ضمن سلسلة مقالات متنوعة)
الحلقة (14)
بقلم الدكتور : صادق بن محمد البيضاني
تعتبر مجالس القات باليمن من المجالس الاجتماعية حسب العادات والأعراف، ويتم من خلالها كثرة النقاشات وتبادل الأراء والتحليلات السياسية وحل المشاكل الإجتماعية بل وخلقها لأجل عمل فتنة او محنة ونحوهما، بل وصنع قرارات يغلب عليها عدم الاتزان، ولا تخلو هذه المجالس من الغيبة والنميمة واللغط والمبالغات التي تتعارض مع الشرع والعقل.
والجدير بالذكر حتى لا نخرج عن موضوعنا: نجد عامة من يحضر هذه المجالس يتكلم في السياسة ويحلل على هواه وفقا لتخديرة القات فيقول أحدهم مثلا امريكا وروسيا وإيران متفقات على محاربة الإسلام، فيعترضه آخر ويقول أمريكا نعم أما روسيا وإيران فحرام إنهم معنا وعلى حق لكن امريكا خبيثة هي واليهود.
ويعترض آخر ويقول يا جماعة إيران هي الدوبة الوحيدة التي تحمي الإسلام وروسيا بيد إيران واما امريكا فهي تلعب على الحبلين.
فيرد آخر ويقول حرام إن أمريكا وروسيا يهود وخباث ولولا إيران لانتهى كل شيء وضعنا وضاعت "مرجلتنا".
وهكذا تحليلات ليست من اختصاص وشأن هؤلاء الناس، فلكل فن رجاله، وكما يقال (من تكلم في غير فنه أتى بالعجائب).
ولو انهم عقلوا لأدركوا أنهم يضيعون أوقاتهم فيما لا فائدة منه، ولأدركوا ان آراءهم لا تتوافق مع الواقع، ولو توافق منها شيء فلن يقدم رأيهم شيئا ولن يؤخره، وكما يقول بعضهم رأيك لا يهش ولا ينش.
فخير لهم أولا ألا يشغلوا أنفسهم بقضايا مصيرية هي من شأن رجال الدولة وعلماء التاريخ والسياسة، وليست من شان عوام الناس.
وثانيا ان هذه المجالس مضيعة للوقت وللقيل والقال والغيبة والنميمة.
ويقل في مجالس كهذه ذكر الله وما والاه.
إخواني الأكارم كل ما تقدم إنما هو خاطرة من أخيكم للتأمل والتفكر في حال شعبنا اليمني الذي غفل عن مصالحه وانشغل بهذه الشجرة التي جعلته لا يفكر بعمق وإيجاب في مصلحته ومصلحة وطنه وشعبه، ولا يصنع مستقبله بالعلم الشرعي او الدنيوي المباح.
لقد أخرت هذه الشجرة وطننا وشعبنا في ان يسابق العالم المتقدم حتى ضحك الشيطان على عقول بعض المخزنين وقال لهم القات قوت اهل الجنة ولولا لقات لما استطعنا ان نشتغل.
بل قال لهم إبليس القات ولا المخدرات.
وكلها بلايا.
والعاقل من تأمل واستفاد وغير حياته وفقا لمصلحته الدنيوية والأخروية.
أستغفر الله غفار الذنوب لمن يتوب من كل حوبات وزلاتِ
القات فيه بلايا لا دواء لها في اليوم هذا وفي الماضي وفي الآتي
وفوق هذا أضاعوا الوقت في لعبٍ ميلاً عن الوقت لهواً بالخرافاتِ
***********
وفق الله الجميع لكل خير.
والله من وراء القصد.