الأمل في الله وحده يا أهل اليمن
(ضمن سلسلة مقالات متنوعة)
الحلقة (15)
بقلم الدكتور : صادق بن محمد البيضاني
يعاني الشعب اليمني في عصرنا الحاضر كثيرا من المحن والمصائب والمشاكل السياسية التي أدخلت الوطن والشعب في دائرة مظلمة حتى كثر الفقر والبطالة والقتل والفساد، وصار الدم اليمني أرخص من الماء، فلا يشرق يوم ولا يغرب إلا ونسمع اعدادا هائلة من القتلى والجرحى بسبب سياسات أهلكت الحرث والنسل، ولا تكاد قبيلة او عائلة إلا وتئن وتتألم مما يجري من المصائب المتتالية.
ولست بصدد سردها فهي كثيرة جدا، ولا بصدد ذكر من تسبب فيها، لكني أقول لا امل في الخلق ممن يقدم مصلحته الشخصية على مصلحة الوطن وشعبه المسالم.
إنما الأمل في الله وحده، ثم في الشرفاء المخلصين الغيورين على الوطن والشعب، لكن هذا الأمل لا بد أن يتوج بالتوبة والعودة الصادقة إلى الله، فهو وحده من بيده الحل وبيده مقاليد كل شيء، فلن تنقذنا امريكا ولا روسيا ولا إيران ولا الشرق ولا الغرب.
إنما حسبنا الله وحده لا شريك له الذي يقول (إن مع العسر يسرا، إن مع العسر يسرا).
ولذا فلن يغلب عسر يسرين قطعا.
تذكروا يا معاشر اليمنيين قول النبي عليه الصلاة والسلام وهو يقول: (إحفظ الله يحفظك، إحفظ الله تجده تجاهك، إذا سأَلت فاسأَل الله، وإذا استعنت فاستعن بالله، واعلم أن الأُمة لو اجتمعت على أَن ينفعـوك بشيء، لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك، وإن اجتمعوا على أن يضروك بشيء، لم يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك، رفعت الأقلام وجفت الصحف) أخرجه الترمذي.
يجب عليكم أن تتيقنوا أن الفرج قريب وأن الله لن يخيب دعاء المظلومين والمحرومين، (وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون).
يقول الشاعر:
إنّي أقول لنفسي وهي ضيّقةٌ ... وقد أناخ عليها الدّهر بالعجبِ
صبراً على شدة الأيّام إنّ لها ... عقبى وما الصّبر إلاّ عند ذي الحسب
سيفتح اللّه عن قربٍ بنافعةٍ ... فيها لمثلك راحاتٌ من التّعب
لك الله يا شعب اليمن.