ناصر القردعي ودين التثليث والمقارنة بينه وبين عبد الله بن سبأ اليهودي
مناقشة البيان الثاني – اللقاء الخامس
الحلقة (18)
بقلم الدكتور صادق بن محمد البيضاني
هذا هو اللقاء الخامس في مناقشة البيان الثاني للدعي ناصر القردعي.
يقول ناصر القردعي: "في شأن عقيدتكم في البعث فأكثركم يظنّ أنه بعثٌ واحدٌ، فنقول: بل يوجد في الكتاب بعثٌ في هذه الدنيا فيرجع إليكم جميع الذين يفترون على الله الكذب وهم يعلمون، ولكن المسيح الدجال سوف يستغل هذا البعث المحدود لبعض الأموات فيقول هذا يوم الخلود وأنه الله وأن لديه جنّة وناراً" اهـ
وأقول: عندما قرأت كلامه المشوار إليه أعلاه وجدت نفسي أمام شخص لا يحسن ما يكتب ولا كيف يكتب، ولا كيف يوصل المعلومة للقارئ، نظراً لعاميته ومستوى جهالته وتطفله في العلم الشرعي.
كما تقول العامة: " فلان يتوَّه في الكلام" وذلك إذا خبط الكلمات خبط عشواء وساقها في غير موضعها وكررها، وضرب بعضها في بعض، وهذا حال ناصر.
وحاصل مقصوده السابق أنه يريد أن يقول: إن هناك بعثاً في الدنيا ويسميه كما في بيانات أخرى بالبعث الأول ويقول هنا: إنه يحصل يوم أن يخرج المسيح الدجال حيث يقتل مؤمناً ثم يحييه، حيث قال كما تقدم: "ولكن المسيح الدجال سوف يستغل هذا البعث المحدود لبعض الأموات فيقول هذا يوم الخلود وأنه الله وأن لديه جنّة وناراً"، وكلامه هذا من أعجب العجاب لكونه ينكر خروج المسيح الدجال كما تقدم في هذا البيان نفسه، وقد رديت عليه كما في الحلقة رقم (16) من هذه الدراسة وهنا يثبته بدليل كلامه عن البعث الاول عند احياء المسيح الدجال المؤمن الذي يقتله.
والعجب الثاني: أن الذي يحصل مع من يقتله الدجال ثم يحييه لا يخفى على عموم المسلمين وليس الأمر في حاجة لجعل ذلك قضية للنقاش لأنها مسألة يعلمها عموم عوام المسلمين ولا يُسمى في الشرع الاسلامي بعثاً إلا عند ناصر.
ثم يأتي العجب الثالث وفيه التناقض في الكلام حيث يفسر البعث الأول في بيان آخر "بأنه غير البعث الشامل فيقول الأول هو بعث الكافرين قبيل قيام الساعة بعد خروج مأجوج ويأجوج والداية ويوم يطوي الله السماء وقال هذا هو بعث الدنيا، والثاني البعث الشامل يوم يبعث الله الناس يوم القيامة للحساب.
فصار عنده البعث الأول بتفسيرين كما رأيتم وهذا غاية في التناقض، وكلا البعثين أعني " بعث الدجال لمن يقتل وبعث الكافرين قبيل قيام الساعة بعد خروج مأجوج ويأجوج والداية ويوم يطوي الله السماء" كل هذين البعثين بهذا التفسير الذي يزعمه هراء يتصنعه من هواه ولن يستفيد منه أتباعه إلا التضليل والتيه وعدم فهمه لكونه يتناقض من بيان لآخر، ويلبس عليهم، وحينها ليس لأتباعه حيلة سوى قولهم " هو المهدي وما ينبغي لنا أن نعارض المهدي" وهذا عين الخضوع لغير الله فليستيقظوا قبل موت ناصر وهلاكه فإنه لن يتحقق على يديه ما يدعيه لأنه كلام شياطين ولا يتوافق لا مع العقل ولا مع الشرع ولا مع الواقع.
يقول ناصر القردعي: "أكفر بعقيدتكم نتيجة الحديث الباطل أن سورة الإخلاص تعدل ثُلث القرآن وذلك مكرٌ يهوديٌّ لكي يكون الله ثالثَ ثلاثٍة وأن الله ثلث الكتاب والمسيح ثُلث ومريم الثلث الباقي من الكتاب.." اهـ
وأقول: لم يفهم أحد هذا الفهم الذي يدل على جنون صاحبه سوى الدعي ناصر القردعي فكيف لعاقل أن يفهم من حديث أن سورة الاخلاص تعدل ثلث القرآن" تدل على أن الله ثلث الكتاب والمسيح ثُلث ومريم الثلث الباقي من الكتاب" هذا هراء شيطاني أتى به من تلقاء نفسه لا يتوافق مع اللغة ولا مع الشرع ولا مع العقل، وهذا من جهله بالعلم الشرعي وجهله بالأحاديث النبوية، ثم لماذا تكلم عن هذا الحديث دون غيره مما صح عن النبي عليه الصلاة والسلام، ومن ذلك حديث عن ابن عمر قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : قل هو الله أحد تعدل ثلث القرآن وقل يا أيها الكافرون تعدل ربع القرآن" أخرجه ابن ماجه في سننه وأحمد في مسنده وعيرهم، وجاء عن جمع من الصحابة.
ما جوابك يا ناصر؟!! هل ستقول هنا هذا الحديث من مكر اليهود لأنه ربَّع القرآن كما ثلثه في سورة الاخلاص، لا أظنك قد وقفت على هذا الحديث لجهلك ولكونك تهرف بما يملي لك مردة الشياطين وبما لا تعرف.
ثم التثليث عند النصارى هو قولهم: "إن الله ثالث ثلاثة" قال الله تعالى: "لَّقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ ثَالِثُ ثَلَاثَةٍ، وَمَا مِنْ إِلَٰهٍ إِلَّا إِلَٰهٌ وَاحِدٌ، وَإِن لَّمْ يَنتَهُوا عَمَّا يَقُولُونَ لَيَمَسَّنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ"، لكن حديث: سورة الاخلاص جاء بأنها تعدل ثلث القرآن، يعني السورة تعدل ثلثه من حيث الأجر وإن كنت تكفر بهذا المعنى لجهلك بفقه الحديث النبوي وغريبه.
إذن لا علاقة للحديث ببدعة التثليث الشركية النصرانية وأيضاً لم يفهم فهم ناصر ادعياء المهدية قبله ولا أدعياء المهدية ممن ينافسه على الدجل والتضليل في عصرنا الحاضر كأحمد اليماني واللحيدي والحيداني والعتمي وعماد أحمد وكمال خلاف المصري وغيرهم من دجالة العصر الأحياء، فكيف تحشر عبادة تثليث النصارى في المسلمين بسبب هذا الحديث يا ناصر؟!!، هذا جهل غريب!!
دعونا نقف على بعض أحاديث سورة الاخلاص ونقف على شرح قوله عليه الصلاة والسلام "إنها تعدل ثلث القرآن":
أخرج البخاري في صحيحه عن أبي سعيد الخدري أن النبي عليه الصلاة والسلام قال: "قُلْ هُو اللَّهُ أَحَدٌ" تعدل ثلث القرآن"، وعن أبى الدرداء عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: «أيعجز أحدكم أن يقرأ ثلث القرآن في ليلة؟ قالوا: وكيف يقرأ ثلث القرآن؟ قال: {قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ} تعدل ثلث القرآن" أخرجه مسلم، كما أخرج مسلم في صحيحه أيضاً عن أبي هريرة قال : قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم "احشدوا فإني سأقرأ عليكم ثلث القرآن فخرج فقرأ قل هو الله أحد، ثم قال ألا إنها تعدل ثلث القرآن"، كما أخرج أحمد في مسنده وأبو داود في سننه عن أبي سعيد الخدري أنه سمع رجلا يقرأ قل هو الله أحد يرددها فلما أصبح جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم فذكر ذلك له فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "والذي نفسي بيده إنها لتعدل ثلث القرآن"، وعن ابن مسعود قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أيعجز أحدكم أن يقرأ كل ليلة ثلث القرآن ؟ قالوا: ومن يطيق ذلك ؟ قال: بلى قل هو الله أحد تعدل بثلث القرآن " أخرجه أبو داود في سننه وغيره.
وعند الطبراني وغيره عن أبي قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم: "من قرأ {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} فكأنما قرأ ثلث القرآن".
وكل هذه أحاديث صحيحة، لا اشكال في صحتها، وقد أبطلها ناصر لأن شيطانه قال له: "حديث سورة الاخلاص يعدل ثلث القرآن" سيحول المسلمين إلى دين النصارى، هكذا الدجاجلة والشياطين تأتي للأنس من الناحية الدينية لهدم الاسلام باسم الدفاع عن الاسلام والدفاع عن التوحيد، فليت شعري متى يدرك أتباع ناصر خطر تضليله؟!!!
قال العلامة ابن بطال رحمه الله في كتابه شرح صحيح البخارى (10/ 251) في معنى: "قوله: (إنها تعدل ثلث القرآن) أن الله جعل القرآن ثلاثة أجزاء: أحدها: القصص والعبر والأمثال، والثاني: الأمر والنهى والثواب والعقاب، والثالث: التوحيد والإخلاص، وتضمنت هذه السورة صفة توحيده تعالى وتنزيهه عن الصاحبة والوالد والولد، فجعل لقارئها من الثواب كثواب من قرأ ثلث القرآن... ثم قال رحمه الله : وقد قال إسحاق بن منصور: سألت إسحاق بن راهويه عن هذا الحديث فقال لي : معناه : أن الله جعل لكلامه فضلاً على سائر الكلام، ثم فضل بعض كلامه على بعض بأن جعل لبعضه ثوابًا أضعاف ما جعل لبعض تحريضًا منه (صلى الله عليه وسلم) على تعليمه وكثرة قراءته، وليس معناه : أنه لو قرأ: (قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ ) ثلاث مرات، كان كأنه قرأ القرآن كله، ولو قرأها أكثر من مائتى مرة" اهـ
وقد أخذ الدعي ناصر القردعي من النص ما سوَّل له شيطانه فقال هذا الحديث من مكر اليهود لأجل أن يوقعوا المسلمين في عبادة التثليث النصرانية، وهذا غاية في الهراء والجهل الذي لم يسبق لمثله.
وقول ناصر: "وذلك مكرٌ يهوديٌّ" إشارة لقاعدته أن بعض الصحابة من اليهود قاتله الله، حيث قال ناصر القردعي كما تقدم معنا في البيان الأول: "ويا معشر علماء الأمَّة لقد أخبركم الله بأنّ هُناك طائفة من المُسلمين ظاهر الأمر من عُلماء اليهود من صحابة محمد رسول الله -صلَّى الله عليه وآله وسلَّم- ظاهر الأمر وهم يبطنون المكر ضدّ الله ورسوله اتخذوا أيمانهم جُنّة ليصدوا عن سبيل الله فيكونون من رواة الحديث وأنزل الله سورةً باسمهم (المنافقون)" انتهى كلام ناصر القردعي.
انظروا يا معاشر المسلمين كيف يصف بعض أصحاب النبي عليه الصلاة والسلام بأنهم يهود ومنافقون ويدعي أن سورة المنافقون نزلت فيهم عليه من الله ما يستحق!!!
يقول الله تعالى عن صحابة رسول الله "وَالسَّابِقُونَ الأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالأَنصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُم بِإِحْسَانٍ رَّضِيَ اللّهُ عَنْهُمْ وَرَضُواْ عَنْهُ".
يعتبر عبد الله بن سبأ اليهودي- وهو رأس الزنادقة على الاطلاق - أول من أظهر الطعن والشتم في الصحابة حيث طعن في أبي بكر الصديق وعمر بن الخطاب وعائشة بنت أبي بكر وغيرهم من الصحابة، وقد أظهر سمومه وشبهه في صفوف المسلمين، وشاركه في ذلك جماعة من اليهود والنصارى والمجوس وغيرهم ممن أظهر الاسلام نفاقاً وكذباً، لكن عبد الله بن سبأ رغم أنه يهودي لم يقل عن أحد من الصحابة أنهم يهودي أو نصراني بينما ناصر القردعي قال في جملة منهم إنهم يهود ومنافقون!!!
نكتفي بهذا القدر، وللكلام بقية بإذن الله، وفق الجميع لطاعته، وألهمهم رشدهم.