مناقشة ناصر اليماني في بيانه رقم (1)
المسألة الأولى: ادعاء المهدية افتراء بلا برهان
الحلقة (7)
صدر البيان الأول للعقيد الدعي ناصر القردعي اليماني بتاريخ 22 - 11 - 1428 هـ، الموافق 02 - 12 - 2007 م.
وعادةً ما تكون بياناته طويلة ومملة، يكثر فيها مدح نفسه، ويقسم أنه المهدي المنتظر، ويلعن نفسه إن كان كاذباً، مدعياً أن الله يوحي إليه في المنام، وأنه آتاه علم الكتاب، وعلمه ما لم يعلمه أحداً من العالمين، وأن الله أحاطه بجميع أسرار القرآن التي غابت عن سائر العلماء والمتعلمين، كما أملى له ذلك الشيطان الرجيم، ولذا يرى نفسه أعلم أهل الأرض، وأن العلماء أمامه جهلة لا يفقهون العلم.
دعوني أبدأ في هذه الحلقة مناقشة بعض ما ورد في البيان رقم (1) من ادعاء المهدية افتراء بلا برهان.
وهذه هي المسألة الأولى التي بدأ بها كلامه في بيانه الأول حيث قال : " من المهديّ المنتظَر الناصر لمحمدٍ رسول الله -صلَّى الله عليه وآله وسلَّم- والقُرآنِ العظيم؛ الإمام ناصر محمد اليماني"اهـ
وقال في هذا البيان أيضاً: "يا معشر علماء الأمَّة أنا المهديّ المنتظَر"اهـ.
وقال في البيان في تفسير قوله تعالى: "وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لَاتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلَّا قَلِيلًا"، حيث فسرها بقوله: "يقصد المسلمين بأنّه لولا فضل الله عليهم ورحمته بالمهديّ المنتظَر لاتَّبعتم يا معشر المسلمين المسيح الدجال إلا قليلاً"اهـ
حيث فسر الفضل والرحمة في الآية بالمهدي، وأنه لولا المهدي "لاتبع المسلمون المسيح الدجال"، فأنكر الدجال، وقال: الدجال هو الشيطان نفسه.
وهذا تفسير غريب تلقاه من الشياطين وإلا كيف عرف أن الآية تقصد المهدي؟؟! وأن الدجال هو الشيطان، والوحي نزل على رسوله قبل أن يخلق الله ناصر القردعي بـ 1380 سنة!!!!!، ولم يقل رسول الله ولا صحابته ولا أحد من العلماء قبله بأن فضل الله ورحمته هي المهدي، ولم يقولوا: إن الدجال هو الشيطان، فهذا تقول على الله وتخرص بلا علم، حيث بيَّن مقصود الله على غير ما قصد سبحانه.
قال الله تعالى: "وَلَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ، إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُّبِينٌ، إِنَّمَا يَأْمُرُكُم بِالسُّوءِ وَالْفَحْشَاءِ وَأَن تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ".
فما فعله ناصر من التفسير الغريب تقولٌ على الله من وحي الشياطين كما في الآية أو أن ما قاله من التفسير افتراء وكذب، و هو أعلم بحاله، هل تلقاه من الشياطين أو افتراه من تلقاء نفسه.
وقال أيضاً في بيانه: " فعلمت بأنّ تلك الأحاديث من عند غير الله ورسوله وذلك لأني المهديّ المنتظَر".
حيث ادعى علم الغيب بمعرفة الأحاديث التي من عند غير الله بسبب أنه المهدي حسب زعمه.
وهو مجرد ادعاء وكلام انشاء لم يبرهن عليه.
وقال أيضاً: "واتقوا الله فأنا المهديّ المنتظَر"اهـ
وقال: "فأنا المهديّ المنتظَر كفيل على الله ليصرف عنه العذاب الأليم ويكون من الآمنين"اهـ
حيث ادعى أنه ضامن للناس أن الله سيصرف عنهم العذاب الأليم وسيكونون من الآمنين، يعني إذا اتبعوه وصدقوه في كهانته.
وفي هذا الادعاء نصب نفسه في مقام أرفع من مقام النبوة، فإن الله سبحانه قال لنبيه محمد عليه الصلاة والسلام وهو خاتم الأنبياء والمرسلين :" قُلْ مَا كُنتُ بِدْعًا مِّنَ الرُّسُلِ وَمَا أَدْرِي مَا يُفْعَلُ بِي وَلَا بِكُمْ، إِنْ أَتَّبِعُ إِلَّا مَا يُوحَىٰ إِلَيَّ وَمَا أَنَا إِلَّا نَذِيرٌ مُّبِينٌ".
فهذا رسول الله وخيرة خلقه يقطع على نفسه بنص الآية أنه غير ضامن لأحد، بل أمره الله أن يقول ذلك، فما بالكم بملبوس بمس شيطاني كناصر اليماني الذي يدعي أنه ضامن لمن اتبعه أن يصرف الله عنه العذاب الأليم ويكون من الآمنين!!!!
ووصف نفسه بالإمامة فقال: "وأنتم لا تزالون في ريبكم تترددون في شأن الإمام ناصر محمد اليماني"اهـ
يخاطب العلماء أنهم شاكون أو متشككون في مهديته وإمامته، والجواب: العلماء ليسوا متشككين في أمرك يا ناصر، بل العلماء قاطبة متفقون أنك كذاب أشر، وأنك تتعامل مع الشياطين.
وختم بيانه بقوله: "أخوكم عبد النعيم الأعظم المهديّ المنتظَر؛ الإمام ناصر محمد اليماني".
والجواب: أن قوله "عبد النعيم الأعظم" فيه عدة محاذير أهمها اثنان:
أولاً: أنه جعل من أسماء الله النعيم، وهذا لا يجوز، لأن هذه اللفظة ليست من أسماء الله، لا في كتاب الله، ولا في سنة رسول الله، ولم يقل بذلك أحد من العلماء، وهي لفظة أوحاها له الشياطين أو افتراها من عنده، فالنعيم معروف وليس من أسماء الله.
ثانياً: أنها لفظة شركية، حيث جعل عبوديته للنعيم ولم يجعلها لله، والنعيم بمعنى : كل ما فيه راحة بال من مطعم أو مشرب أو مسكن أو مركب أو لذة ونحو ذلك.. فهل يعبد ناصر القردعي هذه الأشياء المخلوقة؟!!!!
لقد صرف هذا الدعي العبودية لغير الله، وهذا شرك.
قال الله تعالى: "حُنَفَاءَ لِلَّهِ غَيْرَ مُشْرِكِينَ بِهِ، وَمَن يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَكَأَنَّمَا خَرَّ مِنَ السَّمَاءِ فَتَخْطَفُهُ الطَّيْرُ أَوْ تَهْوِي بِهِ الرِّيحُ فِي مَكَانٍ سَحِيقٍ".
وقال تعالى: "إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَٰلِكَ لِمَن يَشَاءُ، وَمَن يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدِ افْتَرَىٰ إِثْمًا عَظِيمًا".
قال الامام ابن حزم في مراتب الإجماع: "اتفق العلماء على تحريم كل اسم معبد لغير الله كعبد عمرو وعبد الكعبة ..."اهـ
والحاصل: في مسألة المهدية أن العقيد ناصر القردعي ادعاها ولم يذكر في بيانه رقم (1) أي دليل على ذلك، وهو الذي يقول بأنه مهدي منتظر بأدلة قاطعة من القرآن كما نطق بذلك في أكثر من بيان كما سيأتي معنا من خلال هذه السلسلة بإذن الله، وقال: إنه يحتج بالقرآن، فأين الدليل في القرآن على مهديتك يا ناصر؟!!! ولماذا لم تذكر أدلة هذا الادعاء والكذب؟
للكلام بقية – حتى لا أطيل عليكم - أستأنفه بمشيئة الله من خلال حلقة جديدة في مسألة من مسائل البيان الأول للقردعي.
وفق الله الجميع لطاعته وألهمهم رشدهم.
[تنبيه: ستكون الردود ومناقشة ضلالات القردعي اعتبارا من هذه الحلقة بواقع حلقتين أسبوعياً بإذن الله حتى يستفيد إخوانكم طلبة العلم في الأيام الأخرى من الدروس العلمية التي تنشر على الصفحة، شاكراً ومقدرا جميع المشرفين على هذه الصفحة، وفقهم الله وسددهم]