السبت 30 ربيع الآخر 1446 هـ || الموافق 2 نونبر 2024 م


قائمة الأقسام   ||    مقالات متنوعة    ||    عدد المشاهدات: 5463

مهما اختلفنا نحن معاشر اليمنيين فلا بد أن نتفق، فعدونا مشترك وخطير

(ضمن سلسلة مقالات متنوعة)
الحلقة (35)
بقلم الدكتور : صادق بن محمد البيضاني

 

المقصد الشرعي في الاسلام يتمثل في جمع الكلمة وتوحيد الصف مهما كان نوع الخلاف، وذلك عند مواجهة العدو المشترك الأكبر "الحوثي أنموذجاً".

ولا يمكن شرعاً ولا عقلاً القضاء على الخلاف برمته في أي عصر من العصور بعد العصر النبوي الزاهر، وإذا كان الأمر كذلك فقد وجب على المسلمين أن يتعلموا كيفية التعامل مع الخلاف، لا القضاء على الخلاف.

قال الله تعالى: "وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً وَاحِدَةً، وَلَا يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ إِلَّا مَن رَّحِمَ رَبُّكَ، وَلِذَٰلِكَ خَلَقَهُمْ".

وبالنظر إلى حدة الخلاف في أواخر خلافة عثمان بن عفان، وكذلك في خلافة علي بن أبي طالب وولده الحسن، ومن ثم الخلاف في عهد الدولتين الأموية والعباسية إلا أننا نجد الجميع متحدين في مواجهة أعداء الله "الروم والفرس وغيرهم" حتى فتح المسلمون في ظل تلكم العصور الزاهرة بلدان العالم، وحكم الخليفة هارون الرشيد ربع الكرة الأرضية رغم كثرة الاختلافات في أوساط المسلمين، الذين اتفقوا على وجوب مواجهة العدو الأكبر المشترك.

فمن كان يعتقد أنه سيقضي على كل الخلاف بين المسلمين فقد أخطا، لكنه قد يوحد المسلمين إن كان رجلاً ذكياً حكيماً بحيث يجمع الشمل على محاربة عدو مشترك يجب دحره والقضاء عليه باعتبار أن هذا العدو عدو لجميع المختلفين في دائرة الملة، وكما يقال بالمثال يرفع الاشكال:

فمثلاً القائد البطل صلاح الدين الأيوبي رحمه الله، عمل وزيراً للدولة الفاطمية وهو أشعري المعتقد، صوفي الطريقة - على الطريقة القادرية -، ثم عزم على اسقاط الدولة الفاطمية القرمطية الباطنية الشيعية التي تحارب الاسلام والمسلمين وهم سلالة "أغاخان، أو جماعة البهرة أو ما تسمى بالمكارمة، فهؤلاء هم أحفاد الدولة الفاطمية الخبيثة" ولذا وقف معه عامة العلماء المختلفين، واستطاع أن يؤسس الدولة الأيوبية التي وحدت مصر والشام والحجاز وتهامة واليمن، ولما عزم على دحر الصليبيين وقف معه كل العلماء المختلفين فهزمهم في معركة حطين يوم السبت 25 ربيع الثاني عام 583هـ، الموافق لـ 4 يوليو عام 1187م بالقرب من قرية المجاودة، بين الناصرة وطبرية، فحرر بيت المقدس ولبنان.

فعدونا يا معاشر اليمنيين وإن اختلفنا في الرؤى واحد، وهم: الحوثة الذين يكفرون كل من خالفهم ويستحلون دمه، فكم قتلوا وتسببوا في قتل مئات الألاف من اليمنيين، وشردوا مئات الألاف، وجرحوا مئات الألاف من هذا الشعب اليمني المسكين، وفجروا المساجد والمراكز العلمية والمدارس والمرافق الصحية وبيوت بعض المواطنين المخالفين لهم، ولم يسلم من قتلهم الأطفال ولا النساء ولا المرضى ولا المعاقون ولا العلماء ولا طلبة العلم، وكم أخفوا قسرياً من خيرة رجالنا وشبابنا؟ وكم عذبوا وسجنوا وقتلوا تحت التعذيب من أبناء الشعب؟ وكم استولوا على أراضي ومنازل وممتلكات المهجرين واستباحوها على أنها من الغنائم؟

وإني لأعجب غاية العجب أن بعض اخواننا يتذكر أخطاء الماضي ويجعلها حلبة مصارعة مع أخيه المخالف له ليضعفه ويشغله عن مواجهة العدو في الوقت الذي يلزمنا فيه أن ننسى الماضي قليلاً، ولا يمنع أثناء مواجهة العدو مانعٌ من التصحيح والنصح بالحكمة التي تجمع الشمل لكوننا في معركة مع عدو أكبر مشترك لا همَّ له سوى القضاء على كل من خالفه من المختلفين حتى قضى على وحدتهم العامة، وعزل اليمن عن العالم الخارجي، فدعونا الآن من تذكر الأخطاء الماضية وقت المجابهة، فإذا انتصرنا على عدو الله وعدو رسوله، وعدو الاسلام والمسلمين، فأمامنا في المستقبل القريب متسع من الوقت لنتصارع ونختلف مع بعض ونتحاسب على كل ما جرى إن لم نجد نافذة للمسامحة والاتفاق.

يا معشر اليمنيين: لا تكونوا سبباً في اضعاف قوتكم أمام عدوكم وإلا استغلكم الحوثة الروافض ومزقوكم شر ممزق، وإنهم لفاعلون، وقد فعلوا ما رأته أعينكم فضلاً عن ما نالكم من سوء فعلهم وشنيع صنيعهم، فعوا واعقلوا، فالخطر دموي، يشمل كل من عارض المشروع الرافضي الصفوي الايراني الذي لا هم له سوى القضاء على لحمة اليمنيين وغير اليمنيين وسفك دمائهم باسم محاربة اليهود وعملاء الصهاينة والأمريكان وباسم الدواعش، وهم عين العمالة لأعداء الله، وليسوا بأقل خطراً من الدواعش، بل هم شر من وطئ الثرى، فقد سفكوا دماء اليمنين باسم "الموت لأمريكا والموت لإسرائيل" مع أن أمريكا واليهود في مأمن من شرهم وشرورهم.

ولذا وجب على الشعب اليمني ألا يقف مكتوف الأيدي وأن ينفث التراب من يديه ليقف ضد هذا الأخطبوط الشيطاني الرافضي الحوثي والمشروع الصفوي المكفر المدمر.

وأخيراً: أظهروا لنا إشاعة جديدة، وما ضاعت اليمن إلا بسبب الكذبات والاشاعات والسياسات الفالتة، وخلاصة هذه الاشاعة الجديدة أن الزعيم علي عبد الله صالح لم يقتل وإنما كان مقتله مسرحية، وأقول مكرراً ما قلت في مقال سابق: معركة الشعب اليمني مع الارهاب الحوثي ليست متعلقة بحياة أو موت علي عبد الله صالح، بل معركة دفاع عن الدين والأرض والعرض، فلا عاشت اليمن وفيها للحوثة سلطان.

وفق الله الجميع لطاعته وألهمهم رشدهم.




اقرأ أيضا



للتواصل معنا

فايس واتساب تويتر تلغرام